Image Background

اخترنا لك

مرام والصيام: بين البساطة والارشاد، قصة عن الصيام والطعام

اخترنا لك: كتب


مرام والصيام: بين البساطة والارشاد، قصة عن الصيام والطعام
ميساء منصور

مرام والصيام، هي قصّة من تأليف ميساء فقيه ورسومات أمال حرب صدرت عام 2000 باللغة العربيّة عن دار الهدى للطباعة والنشر كفر قرع.
القصة بسيطة وغير معقدة بأي شكل، تحكي حكاية طفلةٍ اسمها مرام، تخوض تجربة الصّيام في شهر رمضان للمرّة الأولى، وتسرد أحداث اليوم العادي لأي طفلٍ في رمضان أو غيره، حيث تستيقظ في الصّباح ولا تتناول الفطور ثمّ تذهب إلى المدرسة ولا تتناول أي طعام. تحكي الكاتبة كيف يسيطر التّعب على مرام بعد العودة من المدرسة وكيف ينشغل بالها بأنواع الطعام المتعددة الّتي ستحضرها والدتها في أوّل يومٍ من أيام رمضان. بساطة في القصة تجعلها مميّزة لتشجيع الأطفال على تجربة الصّيام للمرّة الأولى، ولكن من ناحية ثانية، يمكنها أيضًا أن تنفّرهم بسبب التّعب الّذي تشعر به مرام طيلة القصة وعدم رغبتها في فعل شيء، مع أنّ واحدًا من أهداف الصيام هو الشّعور بالخفّة للقيام بالأمور اليوميّة.
تذكر الكاتبة في بداية القصة نقطةً مهمة، ألا وهي انتقائية مرام في تفضيل أنواع الطّعام، وكونها لا تحب أنواعًا معيّنة، فهي مثلًا، "لا تأكل السّبانخ ولا اللّحم ولا مرق العظام"، في إشارةٍ إلى أنّ الأطفال لا يتناولون في العادة الطّعام الموجود في البيت ويفضّلون أنواعًا على أخرى، وقد وضعت السبانخ على رأس القائمة، حيث إن معظم الأطفال لا يحبّون الطّعام المستخرج من النباتات في العادة، بل ويفضّلون الأطعمة السريعة وطعام المطاعم على طعام الأمهات البيّتي. في نهاية القصّة تتطّرق الكاتبة إلى أن مرام لم تعُد تهتم إلى أنواع الطّعام، بل صارت تتناول كلّ ما هو موجود بسبب صيامها وجوعها، في تطرقٍ ملحوظ إلى المبدأ القائل بأنّ الصّيام يهذّب النّفوس.

تؤكد القصّة على أهمية النّظر إلى ما في اليد خوفًا من فقدانه من خلال فقد مرام للسبانخ واللحم ومرق العظام، فإنها صارت تستشعر أهميّة النّظر إلى ما تملك خوفًا من فقده.
ومن ناحيةٍ أخرى تعلّم القصة الطفل أهمية الصّيام والصّبر على الجوع، وكذلك مراحل الصّيام الّتي تبدأ بالنيّة بينه وبين الله، ثم الصّبر على الجوع والعطش والتّعب خلال النّهار، هذا يحيلنا للقول بإن القصّة ربما كتبت كقصةٍ إرشاديةٍ للأطفال حول كيفيّة الصيام – رغم تحفظي على كلّ ما يكتب تحت الإطار الإرشادي للأطفال.
في النّصّ ظلّت الكاتبة متقيّدة بعددٍ معيّن من الكلمات أعادتها من خلال المحافظة على السّجع وعلى الفكرة ذاتها بإعادتها على سبيل المثال تكرار الكلمات طعام وصيام تقريبًا في كلّ مقطع، حيث كانت تحكي ذات الفكرة: ماذا حضّرت أمها من طعام؟ متى ينتهي يوم الصّيام؟ في أي ساعةٍ الأذان؟
إنّ الرسومات في القصّة بسيطة أيضًا وغير مهنية، تبدو للمرّة الأولى بأنها رُسمت على عجل، فالرسومات في قصص الأطفال عنصرٌ أساسي ومهم ولا يمكن الحديث عن قصّة موجهة للطفل بدون الحديث عن الرسومات ومدى ملاءمتها للقصّة وأحداثها وطريقة الرسم حتى، فكما يشكل النّصّ ناحية الأدب للطفل، يشكّل الرسم فن الصّورة البصريّة لديه، لكن في القصّة هنا كان واضحًا عدم الاهتمام في هذه الناحية كما يجب. ومن منظورٍ آخر، فإنّ بساطة الرسومات تشعرك بأنّ طفلًا قام برسمها في حصة الفنون في المدرسة، ما قد يعطي الشّعور للطفل بأنها قريبة من عالمه. لكن برأيي كان بإمكان الرسامة المحافظة على الرسومات قريبة من عالم الطفل مع الأخذ بالاعتبار أن تكون مهنيةً أكثر.
ترتدي مرام في القصة فستانًا يوحي بأنوثتها ويؤكد على العادات المجتمعيّة بأنّ الفتاة في الصّغر ترتدي فساتين أنيقة لتدل على ترتيبها وتربيتها بين الصبيان، ولم تظهر الرسومات حتى في البيت مرام وهي ترتدي بنطالًا على سبيل المثال، مع أنه من المعتاد بين الأطفال ارتداء شورت أو بنطال في البيت أو أثناء النوم، هذا يفتح مجالًا للنقاش حول السبب الّذي لم تُظهر فيه الرسامة/الكاتبة الطفلة في بيتها كما يجب أن تكون، هل بسبب الحذر من التعرض لنقدٍ مجتمعي؟ بينما طريقة ارتداء الطفلة للملابس توضّح لنا جيل الطفلة، بما يتناسب مع الجيل المناسب للأطفال لقراءتها.

  • التاريخ: 15/04/2021
  • كلمات مفتاحية: كتب