حكايا

توصية # 62 - الطُّش الكبير


توصية # 62 - الطُّش الكبير
مئة توصية على أدب أطفال
لؤي وتد

#مئة_توصية_على_أدب_أطفال

#مئة_توصية_على_أدب_أطفال

توصية # 62 - الطُّش الكبير، كيارا كارير

|| الكتاب من اصدار دفيئة حكايا وترجمة الزميل والرفيق العزيز علاء حليحل - فمنحاز? ممكن بس انا كثير متحمس للاصدار ومش قادر أستنى بالتوصية||

الطش الكبير، هو كتاب مترجم عن الفرنسية، قام بترجمته الأديب الروائي الأستاذ علاء حليحل. هذا الكتاب مقتبس عن قصة شعبية من جبال الهيمالايا، ومن أنسب لترجمته أكثر من كاتب "الخالة زركشات تبيع القبعات" (المقتبس كذلك عن قصة شعبية).

يحكي الكتاب قصة ستة أرانب تسمع صوت مذهل في غابة الإجاص، فتركض مسرعة خائفة ومذعورة من صوت الطُّش. تشاهدها الكثير من الحيوانات وهي تركض خائفة، فتنضم إليها بكل ذعر، فقد يكون هذا الطُّش خطر كبير يهدد الغابة. يلحق الثعلب بالأرانب، ويلحق القرد بالثعلب، ويلحق الذئب بالقرد، وتلحق الزرافة بالذئب والكركدن بالزرافة، والفيل بالكركدن والدب والفهد والنمر... حتى تصل كل الحيوانات إلى الأسد. الأسد ذو اللبدة الكثيفة، لا يخاف الطش بهذه السرعة، بل يحاول أن يفهم مصدر الذعر أولا فيسأل الحيوانات الواحد تلو الآخر عن مصدر الخبر. وعندما يكتشف الأسد أن الخبر جاء من الأرانب، يطالبهم بأخذه إلى المكان الذي سمعوا فيه صوت الطش.. وهناك يكتشف، أن الطش الكبير - هو ليس سوى إجاصة وقعت في البحيرة وأصدرت صدى صوت عال.

هذه القصة الرائعة صدرت بالعديد من الصياغات في السنوات الأخيرة، ولكن أروعها هي صيغة كيارا كارير، بسبب أن رسوماتها مركبة ومبلورة وراقية جداً، ففي الرسومات تعتمد كارير على فن الكولاج، وتضيف إليه الكثير من الرموز والكلمات المكتوبة بخط يد يشابه خطوط وكتابة الأطفال (التي أبدع حليحل في زرعها في الرسومات، حتى بدت أنها جزء لا يتجزء منها).

بالاضافة لروعة الرسومات، لابد من ذكر التداعيات والاسقاطات التي يرمز إليها الكتاب في نقاشه موضوع الاشاعة أو السمعة التي تكبر وتكبر وتكبر، وقد يكون مصدرها مجرد أجاصة وقعت في النهر، أو مواجهة المخاوف الغير مبررة وواضحة. اختيار الاجاصة هو تغيير كبير أجرته الكاتبة على القصة، ففي صياغاتها الأقدم في القصة الشعبية، هذه الإجاصة كانت تفاحة ترمز إلى شجرة المعرفة، وإلى تفاحة حواء. تحويلها إلى إجاصة يوسع رمزيتها لتشمل الحياة كلها، فشجرة الإجاص في الثقافات الغربية في القرون الوسطى ترمز لشجرة الحياة التي توفر ثمرة ثمينة، يحصل من يأكلها على حياة أبدية. وفي ثقافات أخرى مثل الأساطير اليونانية، كانت ترمز الكمثرى إلى القوة النسائية وتميّز الآلهة مثل هيرا وبومونا.

باختصار، أحب الكتب لرمزيته، ورسوماته، وأكثر من كل شيء، لتوفره في اللغة العربية. الكتاب يناسب أجيال 4 سنوات وما فوق وهو مثل رائع لكافة الأجيال.

تعليقات (0)

    إضافة تعليق